الأربعاء، 2 يوليو 2008

مفهوم أخلاقيات المهنة



مفهوم أخلاقيات المهنة

l*المهنة :
•لغة : الحذق بالخدمة والعمل ونحوه .[لسان العرب (13/424)]
•الواجب : كل موقف يبذل فيه مجهود بشري لتحقيق مهمة معينة .
•الوظيفة : مجموعة من الواجبات والمسؤوليات التي تطلب تخصيص فرد للقيام بها .
•العمل : مجموعة من الوظائف المتشابهة الواجبات والتي يمكن أن يقوم بها فرد واحد عند اللزوم .
•المهنة : مجموعة من الأعمال المتشابهة التي تنتمي إلى وحدة نوعية بحيث يمكن للفرد إذا مارس أحدها أن يمارس الآخر بعد تدريب طفيف .

أخلاقيات المهنة :
الأسس المنهجية للأخلاق المهنية :-

l1-المكانة العظيمة للأخلاق في الإسلام ،والعلاقة الوطيدة بينها وبين المعتقدات والعبادات والمعاملات .
l2-النظرة الإيجابية المتوازنة للعمل في الإسلام .
l3-الربط بالله عز وجل مصدراً للنعم وواهباً للرزق ومطلعاً على العمل .
l4- الربط بما وراء الدنيا ، والتعليق بالأجر والمثوبة في الآخرة .

1-المكانة العظيمة للأخلاق في الإسلام ،والعلاقة الوطيدة بينها وبين المعتقدات والعبادات والمعاملات .
الأخلاق والإيمان :
•* قال تعالى"وانك لعلى خلق عظيم "
•*قال تعالى"إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ، والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ، والذين هم بربهم لا يشركون ، والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهما إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون "
•*قال تعالى" إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم

•*قال عليه الصلاة والسلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ،من كان يؤمن بالله وليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله والـيوم الآخر فليـقل خيراً أو ليصمت )رواه البخاري.
•قال عليه الصلاة والسلام(لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له )


•*يقول وليم جيمس (إن القيم الأخلاقية إذا وجدت في عالم لا اله فيه تكون من القيم الاسمية التي لا يكاد يوجد فيها إلزام ، وأما الإلزام الحقيقي والقيم الحقيقية فلا تكون إلا إذا كان الإله هو الملزم وهو المحدد لقيم الأشياء ).

•ويقول الدكتور الكسيس كاريل (لا يتحمس الإنسان في الخضوع لقواعد السلوك القائم على المنطق إلا إذا نظر إلى قوانين الحياة على أنها أوامر منزلة من الذات الإلهية ).
المزايا:-
•1-قدسية الفضائل الأخلاقية .
•2-استقرار وثبات الأخلاق .
•3-الترابط بين السلوك الأخلاقي والسعادة النفسية .
•4-التجرد في الممارسة الخلقية تعلقاً بالمثوبة الأخروية .


الأخلاق والعبادات
•1-الصلاة
•*قال تعالى "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "
•*قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه(إنما أتقبل الصلاة لمن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل بها على خلقي ورحم الأرملة والمسكين وابن السبيل ).

المزايا :-
•1-حضور وتأثير العنصر العاطفي في البناء الأخلاقي .
•2-تجديد وتأكيد وإحياء المعاني الأخلاقية بصفة منتظمة .
•3- تعميق معنى الالتزام الخلقي .
الأخلاق والمعاملات :
•المعاملات المالية :
•*قال تعالى"يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا "
• *قال عليه الصلاة والسلام (لا يبع بعضكم على بيع بعض )
• *قال عليه الصلاة والسلام (البيعان بالخيار فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ).

الأحوال الشخصية :
•*قال تعالى"يا أيها الذين أمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، وعاشروهن بالمعروف ، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " .
•*قال عليه الصلاة والسلام ( لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ).
·قال عليه الصلاة والسلام (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر ).

المزايا :-
•1-إضفاء الصبغة الأخلاقية في العلاقات المالية والاجتماعية .
•2-حضور وتعظيم الهدف الأخلاقي وأهميته في العلاقات المختلفة ذات الأهداف المتنوعة .
•3-إيجابية وانسيابية العلاقات بفضل وجود العنصر الأخلاقي .
•4-رفع كفاءة الأداء وتحقيق معدلات أعلى للنجاح في ظل الرضا النفسي المتعلق بالأخلاق .

الأخلاق بين المسؤولية والجزاء :-
*أوامر ربانية وتكاليف شرعية :
· قال تعالى " يا أيها الذيـن آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين "
· قال تعالى" واصبر و ما صبرك إلا بالله "

· قال عليه الصلاة والسلام( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر... وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي غلى الفجور ).


•* مثوبة عظيمة ومكافأة جزيلة :

•قال تعالى" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " .

• قال عليه الصلاة والسلام (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقاً وببيت في وسط الجنة لمن تــرك الكذب وان كان مازحا وببيت في أعلى الجنــــة لمن حسن خلقه ) رواه أبو داود .

•* عقوبة جسيمة وعاقبة وخيمة :-

•*قال عليه الصلاة والسلام (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )رواه مسلم .

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا دهم له ولا متاع فقال : إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )رواه مسلم.

2-النظرة الإيجابية المتوازنة للعمل في الإسلام .
l*الأمر بالعمل :
•قال تعالى"هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ".
•قال عليه الصلاة والسلام (ما كسب الرجل أطيب من عمل يده ) رواه احمد والطبراني.

l*الحث والترغيب :
•قال تعالى "اعملوا آل داود شكر وقليل ..".
•قال عليه الصلاة والسلام (ما أكل أحد طعاماً خير من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده )رواه البخاري.


l*التوافق والتعبد :
•قال تعالى "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله "
•(مر رجل فرأى أصحاب رسول الله من جلده ونشاطه فقالوا : لو كان هذا في سبيل الله فقال : إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيـــل الله ، وإن كان خــــرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله )رواه الطبراني


l*التنوع والشمول :
•قال تعالى "ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم ".
•قال عليه الصلاة والسلام (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلا كانت له به صدقه )رواه الشيخان وغيرهما.
•قال تعالى "واصنع الفلك بأعيننا "
•(كان زكريا عليه السلام نجاراً ) صحيح مسلم _ابن ماجه.
•قال عليه الصلاة والسلام (ما من نبي إلا ورعى الغنم )رواه البخاري.

•*التوازن والاعتدال :
•قال تعالى "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا "
•قال عليه الصلاة والسلام (إن لنفسك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه )رواه البخاري.

3-الربط بالله عز وجل مصدراً للنعم وواهباً للرزق ومطلعاً على العمل :
•قال تعالى " وما بكم من نعمة فمن الله "
•قال تعالى "وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ”
•قال تعالى "ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه "
4- الربط بما وراء الدنيا والتعليق بالأجر والمثوبة في الآخرة :
•قال تعالى" ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله " .
•قال تعالى" ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون "
•قال تعالى " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره
"
أثر الأخلاق في المهنة :
•1-الخلق القويم يجعل سلوك الإنسان متصفاً بالثبات والتماسك ونفسيته موصوفة بالتجانس والتوافق .
•2-الخلق القويم يحدث في الإنسان التحقق بمتطلبات الالتزام والضبط الاجتماعي وحسن التعامل مع الآخرين واحترامهم وأداء حقوقهم .
•3-الخلق القويم يوجد الإرادة القوية والعزيمة الماضية مع الاختيار السلوكي الحسن الذي تبناه واقتنع به .
•4-الخلق القويم يوجد الالتزام والاحترام تجاه الذات بما يدفعها للأداء الفعّال والاتجاه بانتظام واستمرار نحو الأفضل .



أمثلة

•1-كتاب جامع بيان المعلم وفضله للإمام ابن عبد البر .
•2-تذكر السامع والمتكلم في أدب العلم والمتعلم للإمام ابن جماعة .
•3-الرسول المعلم وأساليبه في التعليم للشيخ عبدالفتاح أبو غده .
•4-تعليم المتعلم في طريق العلم للإمام برهان الدين الزرنوجي .
•5- الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه للإمام أبي هلال العسكري .
•6-من أدب المحدثين في التربية والتعليم للشيخ أحمد نور يوسف .
•7-الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للإمام الخطيب البغدادي .



•1-" أخلاق الطبيب " للطبيب البارع المبدع محمد بن زكريا الرازي
•2-" كتاب أدب الطبيب " الاسحاق بن علي الرهاوي
•3-" كتاب التشويق الطبي " لأبي العلاء صاعد بن الحسن الطبيب
•4-" رسالة في بيان الحاجة إلى الطب وآداب الأطباء ووصاياهم " لمحمود بن مسعود بن مصلح الشيرازي

الفرق بين المسئولية القانونية والمسئولية الأخلاقية :-
•1-المسؤولية الأدبية أو الأخلاقية مسؤولية ذاتية أمام الله والضمير والأجر فيها إلى الله تعالى ، أما المسؤوليـة القانونية فإنها مسؤولية شخص أمام شخص آخر .
•2-نطاق المسؤولية الأدبية أوسع من نطاق المسؤولية القانونية ، لان دائرة الأخلاق أوسع من دائرة القانون .
•3-لا يشترط لقيام المسؤولية الأدبية حدوث ضرر للغير ، أما في نطاق المسؤولية القانونية فان الضرر يعد ركنا من أركان هذه المسؤولية .
•4-المسؤولية الأخلاقية أو الأدبية لا تتغير ، أما المسؤولية القانونية فتتغير حسب القانون المعمول به .


•5-المسؤولية الأخلاقية تنظر إلى الأعمال والباعث إليها ، أما المسؤولية القانونية فلا تنظر إلا إلى الأعمال الخارجية بغض النظر عن بواعثها .
•6-المسؤولية الأخلاقية تمارسها قوة داخلية هي قوة النفس والوجدان والضمير ، أما المسؤولية القانونية فتنفذها سلطة خارجية من قضاة وأمن .
•7-المسؤولية الأخلاقية تكلف الأفراد بالضروريات والكماليات ، أما المسؤولية القانونية فهي تكلف الأشخاص بالواجبات التي يتوقف عليها بقاء المجتمع .

أخلاقيات المهنة في الحضارة المعاصرة
•المدخل:-
•دراسة لسول جيلرمان
أسباب الاهتمام بأخلاق المهنة :-
أولاً : الإحساس المتزايد بأن الشركات أقل أخلاقية مما كانت عليه في السابق .
ثانياً : ثمة مراجعة جدية للمفاهيم السائدة التي ترى أن منظمات الأعمال تهدف من أجل بقائها واستمرارها إلى تعظيم الربح دون اهتمام يالإعتبارات الخلقية .
ثالثاً : إن جرائم الفساد الإداري تمثل حالات واسعة وآخذه في التزايد
رابعاً : وجود الدوافع والنوازع البشرية والاجتماعية المؤدية للإنتهاك الأخلاقي وعجز القوانين عن معالجة وحسم ذلك .


الفرق بين أخلاق المهنة في الإسلام والمذاهب الأخرى :-
•1-أخلاق المهنة في الإسلام مبدئية لا تبريرية .
•2-أخلاق المهنة في الإسلام كلية لا نسبية .
•3-أخلاق المهنة في الإسلام إنسانية لا مصلحية .

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

ممكن المراجع والمصادر